في ظل التحديات المتزايدة المرتبطة بالتغيرات المناخية ونُدرة الأراضي الزراعية في المناطق الحضرية، يبرز الاتجاه نحو الزراعة على أسطح المباني كواحد من الحلول المبتكرة التي قد تُحدث فرقًا حقيقيًا في الأمن الغذائي، وتحسين جودة الحياة في المدن.

أصبحت فكرة استغلال أسطح المنازل والمساحات غير المستغلة في المدن في الزراعة إحدى المبادرات الواعدة التي لاقت رواجًا خلال السنوات الأخيرة. المبادرة التي أطلقها المهندس الزراعي أحمد جابر صيام تحت اسم “سطح أخضر، صحة أفضل” أثبتت نجاحًا ملحوظًا في عدة مناطق بالقاهرة، قبل أن تمتد إلى محافظات أخرى.

في تصريح خاص للمقال، أكد المهندس أحمد جابر صيام:

“نحن لا نُحاول فقط تحسين المشهد البيئي، بل نُعيد تعريف علاقة الناس بالغذاء. الزراعة فوق الأسطح مش مجرد نشاط بيئي، هي أداة لتوفير مصدر غذاء طازج، صحي، وآمن في قلب المدن، وتُساعد الأسر على تقليل مصاريفها، بل وتحقيق دخل إضافي أحيانًا”.

وقد بدأت المبادرة بالفعل في تدريب عدد من الشباب وربّات البيوت على تقنيات الزراعة المائية والبستنة باستخدام أدوات بسيطة وتكلفة منخفضة. وتم تجهيز عدد من الأسطح بأنظمة ري بالتنقيط وأحواض زراعة رأسية، مما أدى إلى إنتاج محاصيل مثل النعناع، الجرجير، الخس، والطماطم خلال فترات زمنية قصيرة وبمجهود محدود.

تسعى المبادرة في المرحلة القادمة إلى التعاون مع الجهات الحكومية، وخصوصًا وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية، لتوفير دعم تقني واستشاري وتوسيع التجربة على نطاق مؤسسي. كما يجري حالياً بحث إمكانية إدراج الزراعة فوق الأسطح ضمن مشروعات التمويل متناهي الصغر والمبادرات البيئية للشباب.