في قلب المدن الصاخبة، وأمام الزحف الأسمنتي، هناك حركة خضراء هادئة تنمو فوق الأسطح. لم تعد الزراعة حكرًا على الريف، بل أصبحت تبدأ من قلب البيت… من أعلى، من حيث لا يتوقع أحد. إنها ثورة زراعية جديدة يقودها شباب مؤمن بأن الحلول البيئية يمكن أن تكون بسيطة، عملية، وداخل متناول اليد

الزراعة الحضرية: مشروع حياة من فوق السطح

معاناة المدن من تلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة، ونقص الغذاء النظيف، جعلت من أسطح المنازل فرصة ذهبية لإعادة التوازن البيئي والمعيشي. الأسطح، التي كانت مساحات مهملة، تحولت إلى مساحات منتجة تزرع الطماطم والريحان والفراولة، وتجمع الناس حولها

تصريح خاص: المهندس أحمد جابر صيام يتحدث لـ “ترند زراعي”

المهندس أحمد جابر صيام، الباحث الزراعي ومؤسس مبادرة “سطح أخضر، صحة أفضل”، يؤكد أن الزراعة على الأسطح لم تعد رفاهية بل أصبحت ضرورة بيئية وصحية واقتصادية.

“السطح مش بس مكان نزرع فيه… ده مساحة نخلق بيها وعي، نعلّم الأطفال يزرعوا، نخلّي كل فرد منتِج لحاجته، ونحارب الغلاء والتلوث في نفس الوقت. بنحاول نخلي كل سطح مصدر خير، ومصدر أمل.” التحديات: هل نقدر نزرع في كل بيت؟

رغم الفكرة الجميلة، في بعض العوائق زي: • غياب الوعي الكافي. • الخوف من تلف السطح أو التسريب. • قلة التدريب العملي. لكن كل دي تحديات بتتغلب عليها مع الوقت، خصوصًا بوجود نماذج ناجحة ومجتمعات محلية بدأت تقتنع وتنقل التجربة من شخص لآخر.

يختم المهندس أحمد جابر صيام تصريحه بدعوة بسيطة لكنها قوية:

“ابدأ حتى ولو بزراعة نعناع… متستناش مشروع كبير. البداية الصغيرة دي ممكن تفتح باب تغيير كبير في بيتك، في صحتك، وفي مجتمعك.”

ثورة الزراعة فوق الأسطح بدأت… والباقي على كل واحد فينا. فوقنا مكان مش بس للهواء، لكن للحياة، وللأمل، وللغذاء النظيف. لو كل بيت بدأ بخطوة صغيرة، هنلاقي مدننا رجعت تتنفس من تاني.