في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه الزراعة المصرية، اتخذت وزارة الزراعة خطوة استباقية لضمان استقرار الإنتاج الصيفي وتوفير الدعم اللازم للفلاحين، حيث أعلنت عن ضخ نحو 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضيين في مختلف محافظات الجمهورية، ضمن خطة موسعة لتأمين المحاصيل الصيفية.

دعم مباشر واحتياطي استراتيجي

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن الوزارة يوم الثلاثاء الماضي ، فقد تم توزيع هذه الكمية الضخمة مجانًا على الجمعيات الزراعية ، مع توفير 250 ألف طن إضافية كمخزون استراتيجي لضمان استمرار الدعم حال حدوث أي تقلبات في السوق أو زيادة مفاجئة في الطلب. وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية الدولة لحماية الأمن الغذائي وتحقيق الاستقرار للمزارعين خلال موسم الزراعة الصيفي، الذي يشهد زراعة محاصيل أساسية مثل الذرة، الأرز، والفول السوداني.

تصريح خاص من مؤسس “سطح أخضر”

وفي تصريح خاص لـ”تريند زراعي”، ثمّن المهندس والباحث الزراعي احمد جابر صيام ، مؤسس مبادرة “سطح أخضر”، هذه الخطوة قائلًا:

“ضخ هذه الكميات الكبيرة من الأسمدة في التوقيت المناسب يعكس وعيًا حقيقيًا باحتياجات المزارع المصري، خاصةً في ظل الارتفاع العالمي في أسعار الأسمدة وتحديات الإنتاج. ووجود مخزون استراتيجي بهذا الحجم يمنح ثقة واستقرارًا للمزارعين، ويعزز من فرص تحقيق إنتاج وفير في الموسم الحالي.”

كما أشار إلى أهمية توصيل الدعم الفني والإرشادي جنبًا إلى جنب مع الدعم المادي، مضيفًا:

“نأمل أن تترافق هذه الخطوة مع حملات إرشاد زراعي توضح طرق الاستخدام الأمثل للأسمدة، لضمان أعلى إنتاجية وجودة ممكنة.”

نحو مستقبل زراعي أكثر استدامة

تأتي هذه التحركات ضمن رؤية أوسع لتطوير القطاع الزراعي المصري، وتحقيق الاستدامة في الإنتاج المحلي لمواجهة التحديات المستقبلية. ويرى خبراء أن استمرار هذا الدعم، مع توسيع المبادرات الزراعية الذكية، سيسهم في تقليل فجوة الاستيراد وتعزيز الاقتصاد الوطني.