الاحتباس الحراري .. كوكب الأرض يتجه نحو الخطر

يشهد العالم في السنوات الأخيرة ظاهرة متسارعة تُعرف بالاحتباس الحراري، وهي ارتفاع تدريجي في درجة حرارة الأرض بسبب الأنشطة البشرية. منذ الثورة الصناعية، أصبح استخدام الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز هو المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي، لكنه في المقابل أدى إلى تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

في عام 2024، سجلت الأرض أعلى متوسط درجة حرارة في تاريخها، متجاوزة حاجز 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ويُجمِع العلماء على أن هذه الزيادة غير المسبوقة تهدد بتغيير أنماط المناخ العالمي، وتُنذر بمزيد من الكوارث البيئية والانقراضات الجماعية.

الاحتباس الحراري لا يقتصر على ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل يؤدي إلى ذوبان الجليد في المناطق القطبية وتغير تدفق التيارات الهوائية، مما يخلق أنماطًا مناخية أكثر حدة وتقلبًا، هذا الذوبان لا يرفع فقط مستويات البحار، بل يهدد الحياة البرية ويُخلّ بتوازن الأنظمة البيئية الدقيقة التي تعتمد على البرودة.

تشمل آثار الاحتباس الحراري أيضًا زيادة شدة الفيضانات والعواصف، وحتى تساقط الثلوج الغزير بشكل غير متوقع؛ فمع كل ارتفاع في درجات الحرارة، تزداد قدرة الغلاف الجوي على الاحتفاظ بالرطوبة، ما يعزز من قوة الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم.

ثاني أكسيد الكربون هو المتهم الأول في ظاهرة الاحتباس الحراري، وينبعث بكميات ضخمة من حرق الفحم والنفط والغاز، إضافة إلى إزالة الغابات التي كانت تمتص هذا الغاز؛ أما غاز الميثان، فرغم أنه يمثل نحو 16% فقط من الانبعاثات، إلا أنه أقوى تأثيرًا بنحو 25 مرة من ثاني أكسيد الكربون على المدى القصير، وينبعث الميثان من مصادر متعددة مثل الزراعة، وتسربات النفط والغاز، ومكبات النفايات، تقليل هذه الانبعاثات يُعد من أسرع الطرق لتقليل الاحترار في العقود القليلة القادمة.

التصدي للاحتباس الحراري يتطلب التحول إلى مصادر طاقة نظيفة كالشمس والرياح، وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، كما يجب تطوير وسائل النقل العامة وتوسيع المدن لتكون صديقة للبيئة وأكثر استدامة.

الهندسة الجيولوجية واستعادة الطبيعة هما خطان واعدان للحد من الاحترار العالمي؛ فزراعة الأشجار وحماية المحيطات تساهم في امتصاص الكربون، بينما تقدم التكنولوجيا حلولًا جديدة لعكس آثار التغير المناخي.