ماسك ينهي حكايته في واشنطن بعد تعرضه لهزائم موجعة وخسارة تجاوزت 132مليار دولار أمريكي
مجدولين السلطي ـ 2025/05/09 19:41:05
مفاجأة صادمة إيلون يتعرض لخسائر فادحة منذ دخوله للبيت الأبيض.
في مشهد يتخلله الإحباط والصدمة انتهت مسيرة الميلياردير إيلون ماسك في واشنطن مثلما بدأت بطريقة غير تقليدية
ويأتي ذلك بعد فشله في محاربة الهدر الحكومي في تحقيق الوفورات الموعودة التي كان من المتوقع أن تبلغ بحسب خطاباته تريليوني دولار وعلاوة على ذلك يستعد لمغادرة المشهد السياسي بعد ثلاثة أشهر من ترأسه وزارة الكفاءة الحكومية التي أسسها الرئيس ترامر في ولايته التانية .
وبحسب التقرير الصادر عن صحيفة فاينشال تايمز والتي أكدت أن حصيلة ماسك كانت سلبية فلم تقتصر فقط على أدائه الحكومي لكنها امتدت لتشمل مستوى أدائه في شركته العملاقة لصناعة السيارات تسلا والتي تأثرت سلباً من الناحية المالية والسمعة وعلى الرغم من ذلك فإنه كسب منفعة نفسية بحسب ماوصفهما تمكن بها من مهاجمة اعدائه المشتركين مع ترامب داخل البيروقراطية الفيدرالية .
أضرار جسيمة بالرغم من الثر المحدود:
تعرض إيلون ماسك لخسائر فادحة فقد انخفضت ثروته إلى مايقارب 130مليار دولا منذ استلام الرئيس ترامب للحكم في الثانية كما تأثرت معنويات العاملين نتيجة تعرض وكالات الحكومة الأمريكية لهزات إدارية من دون أن يكون هناك أي فوائد حقيقية
وقد أشارت الصحيفة إلى تصدي القضاء الأمريكي لبعض إجراءات الحكومية وعلى الرغم من ذلك لم يخرج بنتائج مرضية فقد خلفت التجربة جهازاً بيروقراطياً جريحاً بالإضافة إلى تشويش في البيئة التنفيذية وبالرغم من اعتبار ذلك انتصار للدولة العميقة إلا أنه التكاليف السياسية والاقتصادية ظلت باهظة.
مشروع القبة الذهبية :
يسعى ترامب إلى تنفيذ مشروعه الدفاعي الجديد الذي يدعى القبة الذهبية يحاكي فيه القبة الحديدية الإسرائيلية على نطاق واسع ويعد هذا المشروع من أكبر الإنفاقات الدفاعية في التاريخ الأمريكي وسيدخل بالمنافسة من حيث التكلفة مع مشروع أبولو التابع لوكالة ناسا وتقدر تكلفته بحوالي 280مليار دولار بالقيمة الحالية.
وتعد شركة سبيس التي يديرها ماسك هي المشارك الأساسي في هذا المشروع إلى جانب كل من شركتي بالانتير وأندريل مما يسهم في تحويل جزء كبير من الأموال التي دفعها أصحاب الضرائب إلى إمبراطوريته التكنولوجية.
امتداد الأضرار من واشنطن وصولاً إلى أوروبا وأماكن أخرى من الولايات المتحدة:
وصلت الأضرار التي أطلقت على ماسك شركته تسلا متجاوزه بذلك نطاق العاصمة الأمريكية ويأتي ذلك نتيجة مواقفه على منصة إكس التي يملكها .
وبالنسبة للحملات الساخرة التي طالت شركة تسلا كان خرها الحملة الإعلانية في لندن والتي شبهت فيها سيارات تسلا الرموز النازية وأطلقت عليها شعار من الصفر إلى عام 1939في ثلاث ثوان في الإشارة إلى دعم ماسك لخطابات اليمين المتطرف.
كما وصفت بام بوندي المدعية العامة السابقة في حكومة ترامب اعمال التخريب في صالات عرض تسلا بالإرهاب واعتبر التقرير هذا الرد تعبيراً عن فشل ماسك في إدراك حجم أزمته الدعائية.
طموحات ماسك تتعرض لهزائم موجعة:
على الرغم من إنفاقه 22مليون دولار والذي يعد أغلى سباق قضائي بتاريخ الولايات المتحدة الأمريكية إلا أنه فشل بترجيح كفة مرشح محافظ للمحكمة العليا في ولاية ويسكونس بعد هيمنة الأغلبية الليبرالية في المحكمة .
وبالنسبة لمشروعه الذي يهدف فيه إلى كشف الفساد الحكومي عبر ما يسمى بجدار الإيصالات فلم يلق أي دعم يذكر سواء من القضاء أو الكونغرس الأمريكي وهذا مايشير إلى تمتع النظام الرأسمالي بالمناعة المؤسساتية.
نهاية الطريق ووداع موجع:
بدى إيلون ماسك متأثراً خلال مقابلة وداعية مع لارا ترامب حيث أكد على أن الجمهور أساء فهمه أثناء توجيهه لتحية معتبرها البعض تحية نازية وقال :هم يحاولون التشكيك بكل ما أقوم به
وظهر تحليل يحمل في طياته النقد الساخر على منصة الذكاء الإصطناعي غروك التي وصفت تجربته السابقة على أنها تجربة دوج تاركة ورائها اضطرابات تنفيذية وتعقيدات قانونية ونتائج محدودة هيمنت عليها رسائل تحذيرية أقرب من الإنجاز.
ورغم ما كان يسعى إليه لتحقيق المزيد من التقدم والوصول إلى أقصى درجات النجاح إلا أن ماسك خرج من واشنطن بجروح مالية وسياسية وشخصية وترك خلفه إدارة مشوشة ومؤسسات مثقلة وشركات سيارات فقدت بريقها بعد ماكانت لامعة .
وفي خر ظهور له في البيت الأبيض جلس ماسك في إحدى زوايا اجتماع الحكومة.