مسيرة ”عميد العمداء” الدكتور سمير حافظ رائد الهندسة الزراعية في مصر
في ظل التحديات البيئية والزراعية التي تواجهها مصر والمنطقة، يبرز اسم الدكتور سمير حافظ، عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر، كأحد أبرز القادة الأكاديميين والمبتكرين في مجال الهندسة الزراعية. من خلال مسيرته الحافلة بالإنجازات، ساهم الدكتور حافظ في تطوير هذا التخصص الحيوي، وقدم حلولاً مبتكرة لمشكلات الزراعة والبيئة، مما جعله رمزًا للتفوق والريادة في مجاله.

وفي عهده اصبحت كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر بالقاهرة محطةً رئيسيةً في مسيرة تطوير التعليم والبحث الزراعي في مصر، بفضل الرؤية الثاقبة والديناميكية العلمية التي رسمها الدكتور سمير حافظ، بعدما تسلّم مهام العمادة، فشهدت الكلية في عهده طفرة نوعية على صعيد المناهج والتجهيزات والتواصل مع سوق العمل والمجتمع المحلي.

من معمل المعيد إلى منصة القيادة
نشأ الدكتور سمير حافظ بين قاعات كلية الزراعة بجامعة الأزهر، حيث حصل على بكالوريوس الزراعة – قسم الهندسة الزراعية، ثم تابع دراساته العليا في نفس الصرح، فنال الماجستير عام 2000، والدكتوراه عام 2005 في الهندسة الزراعية. وعقب تخرّجه، انطلق معيداً في قسم الهندسة الزراعية، تدرّج إلى مدرس مساعد، ثم مدرس، ثم أستاذ مساعد فأستاذ بقسم هندسة الآلات والقوى الزراعية، حتى اختير رئيساً للقسم قبل أن يصدر قرار الدكتور محمد المحرصاوي (رحمه الله) رئيس جامعة الأزهر السابق بتعيينه عميداً للكلية.

تحديث المناهج وتعزيز الاعتماد الأكاديمي
في عهده، قادت الكلية مراجعة شاملة للمقررات الدراسية لتواكب أحدث الاتجاهات العالمية في الزراعة الذكية والميكنة الزراعية، حيث أُدخلت وحدات تعليمية جديدة حول الزراعة الدقيقة وإدارة المياه بالطاقة الشمسية. كما أشرف العميد على تحديث المعامل بالكلية.

تحفيز البحث والابتكار
تحول في عهده مركز بحوث الكلية إلى حاضنة مشاريع طلابية، بدعم مادي وتقني من عمادة الكلية ومنح بحثية مقدمّة من صندوق جامعة الأزهر وحاضنته. فاحتضن المركز أكثر من 15 مشروع تخرج تطبيقياً في مجالات الروبوت الزراعي والحساسات البيئية، كما تم توقيع اتفاقيات تعاون مع العديد من الشركات لتنفيذ نماذج ميدانية في مشروعات صغرى للإنتاج النباتي المصغر.

وعلى الصعيد الدولي، وفّرت الكلية بالتنسيق مع قيادات الجامعة منحاً للزيارة البحثية في اليابان وهولندا والصين، لطلاب الدكتوراه وأعضاء هيئة التدريس، لتبادل الخبرات في مجال أنظمة الزراعة المحمية وتصميم المعدات الزراعية الصديقة للبيئة.

ربط التعليم بسوق العمل وخدمة المجتمع
أطلق عميد الهندسة الزراعية نموذج المهندس الزراعي المتكامل التي تهدف إلى إعداد مهندسين قادرين على العمل في المصانع الزراعية وشركات الري وصيانة المعدات، فاتفق مع العديد من الشركات على تدريبغ دفعات من طلاب الكلية في فروعها الميدانية، كما رعى شراكة مع مصانع تدوير المخلفات النباتية لتحويل بقايا المحاصيل إلى أسمدة عضوية وتقنيات تعبئة للبلاستيك الحيوي.

وعلى صعيد خدمة المجتمع، فقد شارك ممثلا للكلية بالعديد من القوافل لخدمة قرى محافظات مصر وشارك بالعديد من المعارض الدولية بجانب تنظيم عدد من المؤتمرات الدولية.

جوائز وتكريمات تعكس النجاح
تسلّم الدكتور حافظ خلال مسيرته جملة من الجوائز التي تؤكد تميّزه من بينها: جائزة كيشيدا اليابانية للتفوق كأفضل باحث في الهندسة الزراعية.
كما حصل على لقب أفضل مصمم لاندسكيب في شرم الشيخ داخلياً وخارجياً، بعد تنفيذ مساحات خضراء في مشاريع سياحية ورياضية.

بجانب حصوله على درع المجلة المصرية للهندسة الزراعية تقديرًا لإسهاماته البحثية وقيادته المجتمعية.

دعم القيادات الشابة والتمكين الأفريقي
لا يقتصر نشاط عميد الهندسة الزراعية على الكلية وحدها فقد عيّنته الهيئة الاستشارية العليا لتأهيل الشباب الأفريقي مستشاراً علمياً، كما شارك في إعداد خطة تدريب وطنية لرؤية إدراك وطن 2030.

خارطة المشاريع الكبرى خلال السنوات الأخيرة
قاد الدكتور حافظ الإشراف على تصميم وتنفيذ وإدارة أكثر من 50 مشروعاً زراعياً ولاندسكيب بارزاً داخل مصر، منها قصور الرئاسة، وقناة السويس، وملعب كفر الشيخ الرياضي، ومشروعات يوتيرن وجولف واستراحات سياحية في الساحل الشمالي وشرق سيناء، وصولاً إلى أكبر مزارع نجيل في الشرق الأوسط والذي يعد رائد زراعة النجيل في مصر.

رؤية استشرافية للمستقبل
أگد حافظ خلال العديد من المشاركات أن الزراعة ليست مهنة فحسب، بل ركيزة لأمننا الغذائي واستدامة مواردنا، ودعى إلى إدخال تكنولوجيا القيادة الذاتية في الجرارات والتحكم الرقمي المتكامل في منظومات الري. ويعمل حالياً على إطلاق مشروع الزراعة الذكية، الذي سيجمع البيانات الحقلية عبر الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة ويربطها بتطبيقات ذكية على هواتف المزارعين.

ومع قرب انتهاء فترة عمادته للكلية، باتت كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر تحت قيادته نموذجاً يحتذى به للكلية الجامعية التي جمعت بين الأصالة والتجديد، بين البحث العلمي الرفيع والخدمة المجتمعية الفعلية. ولا تزال تحديات المستقبل مفتوحة أمام عميد “النهضة الزراعية” الذي يرى في التطوير المستمر للمناهج والتجهيزات واستقطاب الشركاء المحليين والدوليين الطريق الأمثل نحو جعل خريج الهندسة الزراعية عنصراً فعالاً في تحقيق رؤية مصر 2030 وتحويل “القاهرة” و”الصعيد” و”الريف” معا إلى مساحات خضراء عامرة تعكس تاريخ البلد الزراعي العريق.